يتوقع ان تنمو صناعة الرعاية الصحية الهندية نحو 23 في المائة سنويا لتحقق عائدا يقدر بنحو 77 مليار دولار خلال عام 2012 من التقييمات الحالية التي تصل إلى 38 مليار دولار.
وتشير الدراسة التي أجرها اتحاد غرف التجارة والصناعة الهندي ومؤسسة آرنست آند يونغ الهند إلى حاجة البلاد لاستثمارات بقيمة 86 مليار دولار تواكبها إضافة 1.7 مليون سرير بنهاية عام 2025.
ونظرا للنمو السريع الذي تشهده الهند إلى جانب الزيادة في عدد السكان، تعاني أعداد كبيرة من الهنود من الأمراض التي تنتشر على الأغلب في الدول النامية. لذا، تسعى الهند إلى زيادة إمكانات هذا القطاع. كما بدأت مؤسسات الرعاية الصحية الخاصة القيام بعمليات توسعة كبرى في البلاد عبر ضخ ملايين الدولارات بهدف النمو وجني الأرباح. وتضم هذه المؤسسات «آنيل أمبانيز رليانس هيلث»، و«ذا هندوجاس» و«صحراء غروب»، و«إمامي»، و«أبولو تايرز»، و«باناتشيا غروب». ويرى الخبراء أن مجال الرعاية الصحية الهندي سيحقق النهضة ذاتها التي حققها قطاع تقنية المعلومات عبر جني المزيد من العملات الصعبة ووفرة فرص العمل. وبغض النظر عن الأطباء والممرضات والأدوية تقدم صناعة الرعاية الصحية وظائف في أنشطة مثل التجارب السريرية التي بدأت الهند في التميز فيها كقاعدة جديدة. وتخطط مجموعة «فورتيس هوسبيتالز» التابعة لشركة «رانباكسي» للصناعات الدوائية لاستثمار 53.7 مليون دولار في توسعة منشآتها عبر الهند.
كما تخطط سلسلة مستشفيات «كولومبيا - آسيا غروب»، التي تمتلك بالفعل ستة مستشفيات في البلاد لتوسعة عملياتها في الهند عبر افتتاح ثمانية مستشفيات تخصصية أخرى بسعة إجمالية تبلغ 800 سرير بحلول منتصف عام 2012. وسيبلغ إجمالي حجم استثمارات الشركة في المستشفيات الـ14 ما قيمته 177.1 مليون دولار.
وتخطط شركة الأجهزة الطبية الأسترالية، «كوتشلير ليمتد»، لإنشاء فرع لها في الهند لتقديم خدمة أفضل للعملاء والمرضى. وتنوي الشركة استثمار 15 مليون دولار خلال خمس سنوات.
واستثمرت شركة رأس المال «جي تي آي غروب» ومقرها الولايات المتحدة وشركة «نيو إنتربرايز أسوشيتس» 21.13 مليون دولار في خطط التوسعات في سلسلة مراكز «نوفا» الطبية للجراحة ومقرها بنغالور.
ويتوقع أن تشهد صناعة الرعاية الصحية الهندية نموا سريعا ويتوقع أن يبلغ حجمها 280 مليار دولار بحلول عام 2020. وتشير دراسات لجنة الاستثمار الهندية إلى أن قطاع الصحة شهد طفرة في النمو بلغت 12 في المائة خلال السنوات الأربع الماضية. وربما يكون ارتفاع مستويات الدخول وزيادة أعمار السكان عوامل رئيسة في هذا النمو. إضافة إلى ذلك، ساعدت التغيرات الديموغرافية والتحول من الأمراض المزمنة إلى أمراض العصر في البلاد جميعها في زيادة الإنفاق على القطاع الصحي.
تحولت الهند سريعا إلى نقطة جذب للسياحة الطبية والسياح الساعين إلى رعاية صحية على مستوى عال من الجودة بأسعار معقولة. وهناك ما يقرب من 450.000 أجنبي سعوا إلى العلاج الطبي في الهند خلال العام الماضي تلتها سنغافورة في المركز الثاني، مع وجود تايلاند في المقدمة بنحو مليون سائح علاجي.
ومع سعى نظام الرعاية الصحية في الهند إلى مواكبة المعايير الدولية ستتمكن صناعة الرعاية الصحية الهندية من الحصول على نصيب وافر من سوق السياحة العلاجية على مستوى العالم. فهناك بالفعل 13 مستشفى حصلت على تصديق اللجة الدولية المشتركة. هذا الاعتماد والتوافق مع التوقعات بالجودة عملية مهمة لأنها تقدم للسائحين الثقة وموافقة الخدمات للمعايير الدولية. ويوجد في الهند واحد من أكبر المستشفيات الخاصة في العالم، وكثير من مستشفياتها يرتبط بشراكة مع كبار المعاهد الطبية الدولية مثل كلية الطب في جامعات هارفارد وجون هوبكينز.
وسيعمل انخفاض أسعار العلاج والوصول إلى أحدث وسائل التكنولوجيا الطبية والتوافق المتنامي مع معايير الجودة الدولية وسهولة الاتصالات على حصول الهند على هذه الميزة. ويوضح تقرير بحث السوق أن نصيب الهند من صناعة السياحة الطبية العالمية سيقفز إلى نحو 2.4 في المائة بنهاية عام 2012، ويتوقع أن يرتفع عدد طالبي السياحة الطبية إلى 1.1 مليون شخص بنهاية عام 2012.
يذكر أن الهند واحدة من أوائل الدول التي يقصدها الغربيون طلبا للاستشفاء والرعاية الطبية الفائقة أو الجراحة في دول أجنبية بأسعار منخفضة.
وتضاهي الرعاية الصحية التي تقدمها المستشفيات الخاصة في الهند أفضل المستشفيات في العالم بأسعار منخفضة للغاية. وحتى مع اعتبار تكاليف السفر جوا والإقامة الفاخرة في الفنادق (إذا تطلب الأمر ذلك) تأتي التكلفة منخفضة بنسبة 40 إلى 80 في المائة عن مثيلاتها في الولايات المتحدة. وفي الهند عدد من أساتذة الطب المشاهير على مستوى العالم، فالشراكة مع مؤسسات طبية عالمية إضافة إلى الاستثمارات الضخمة في قطاع الأبحاث الطبية كانت سببا رئيسيا في امتلاك الهند كوكبة من الأطباء المشاهير والعلماء في العالم. وقد درس كثير من الأطباء وعملوا في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ولذا، فإن كثيرا من المرضى الغربيين لديهم خبرة سابقة مع الأطباء الهنود. تشير الإحصاءات إلى أن واحدا من بين 20 طبيبا أميركا قادم من الهند، وهناك عدد كبير من الأطباء الذين درسوا في بريطانيا أيضا.
تقدم الحكومة الهندية تأشيرات خاصة للقادمين من أجل السياحة العلاجية التي تسمح لهم بالإقامة لفترات طويلة في البلاد. كما استثمرت الحكومة الهندية مبلغ 6.5 مليار دولار في السياحة العلاجية عبر إنشاء مستشفيات مقبولة الأسعار وفنادق متوسطة الأسعار لأقارب المرضى.
يفد القادمون من أجل السياحة العلاجية من جنوب آسيا والشرق الأوسط إلى الهند منذ سنوات الآن. وقد أصبحت السياحة العلاجية القادمة من المملكة المتحدة إلى الهند أمرا مألوفا، لكن قدوم مرضى من أميركا الشمالية إلى العلاج في الهند، ظاهرة جديدة.
المصدر: الشرق الأوسط
تعليقات
إرسال تعليق